مرباح غاية.. الجزائري الذي أسر قلوب "الرجاويين" وفتح حدود التألق في الملاعب المغربية

 مرباح غاية.. الجزائري الذي أسر قلوب "الرجاويين" وفتح حدود التألق في الملاعب المغربية
الصحيفة
الثلاثاء 8 مارس 2022 - 18:40

توظف كلمة "غاية" في اللهجة الجزائرية للتعبير عن معنى "بخير، جيد، حسن، طيب، جميل.."، اقتباسا من المعجم العربي الفصيح الذي يدل على مبلغ الشيء ومنتهاه. لدى معشر جماهير نادي الرجاء الرياضي البيضاوي، فالوصف أبلغ والحياة خلال الأسابيع الماضية "غاية"، بفضل الحارس الجزائري مرباح الذي يحمل نسبه العائلي "اسما على مسمى".

رسم حدود منطقته، منذ أن لعب دقائقه الأولى مع الرجاء، وهو الذي شاءت الأقدار أن يحترف في الدوري المغربي، غير بعيد عن بلدة "تيزي وزو" حيث رأى النور ذات ليلة من يوليوز 1994، مستفيدا من إصابة الحارس رقم "1"، أنس الزنيتي الذي أصيب بكسر أبعده عن الميادين، ثم من كسر قانون منع انتداب الأجانب في البطولة الوطنية، بعد 20 سنة من "الفيتو".

سبقه للرجاء الشريف الوزاني لاعبا ثم رابح سعدان مدربا، لكن غاية أبى إلا أن يكون سفيرا فوق العادة للكرة الجزائرية في ملاعب "البطولة برو"، عبر بوابة حراسة عرين الرجاء، بعد أن توج بطلا محليا رفقة شباب بلوزداد، خلال موسمين متتاليين، ثم ترصده أعين البلجيكي مارك فيلموتس، الذي استقر على "البروفايل"، قبل أن يترك خدماته للإطار الوطني رشيد الطاوسي، الأخير الذي يعرف مرباح، عن قرب، حيث سبق له الإشراف على تدريبه في تجربته السابقة بالجزائر.

مهمة صعبة لدى الطاوسي في البحث عن النواة الرسمية لحراسة الرجاء، رغم أن غاية "معفي" بقوة القانون، من خوض الاستحقاق القاري المتمثل في دوري أبطال إفريقيا، إلا أن عودة الزنيتي مع حضور حارس آخر اسمه مروان فخر، تضع مدرب "النسور" أمام حيرة الاختيارات وجدلية البقاء للأفضل، نفسها التي حيرت الأرجنتيني ماوريسيو بوشيتينو، في الترجيح بين الإيطالي جيانلويجي دوناروما والكوستاريكي كيلور نافاس في حراسة عرين الPSG..على سبيل المقارنات فقط.

في تاريخ الرجاء، ظلت اللمسة الجزائرية حاضرة بقوة، كيف لا وأحد مؤسسي الكيان يدعى الحاجي بن أبادحي، رئيس أول مكتب مسير للفريق "الأخضر" في 20 مارس 1994، لتستمر "الأسطورة" في نسج فصول الحكاية، وقوفا عند محطة وهران، حيث توج الفريق بأول لقب إفريقي، بقيادة الإطار الجزائري رابح سعدان.

اليوم، هو شاب جزائري آخر يحلم بالتألق خارج الحدود الجغرافية لبلدته القبائلية، حيث تمكن من كسب عطف "الرجاويين" ولفت انتباه أبناء جلدته، هناك في الجزائر حيث يتابعون تألق الحارس، لدرجة كسبه لنقاط إيجابية في رحلة البحث عن مكانة ضمن قائمة الناخب الوطني جمال بلماضي، خلال قادم الاستحقاقات مع منتخب "الخضر".

لن يكون مرباح حاضرا في مواجهة الرجاء أمام وفاق سطيف الجزائري، لحساب الجولة الخامسة من مجموعات دوري الأبطال، إلا أن منعرجا حاسما ينتظر غاية رفقة "النسور"، محليا، على أمل مواصلة العزف على أوتار التألق لتكتب الصفحة الرسمية للنادي على "الفايسبوك"ً ، مع صافرة الحكم النهائية، على إيقاع أغاني الراي "عايشين غاية راك فاهم".

كوكب الجزائر

كثيرة هي الأمور التي يمكن استنتاجها من "معركة القميص" بين المغرب والجزائر، والتي هي في الحقيقة صدام بين فريق لكرة القدم يمثل مدينة مغربية صغيرة غير بعيدة عن الحدود الجزائرية، ...